الهدف من الحياة

أتشرف أنا بالحصول على الفرصة لكي أخاطبكم هنا. وأريد أن أوضح أن هذه ليست محاضرة… أنا لا اعتقد انني جاهز للمحاضرة. ولكنها بمثابة نصيحة لنفسي. لأنني أري نفسي جالسا في تلك المقاعد أمامي. منذ عدة أيام او سنين او حتى منذ مدة قليلة – كنت جالسا هنا في أماكنكم، لا يهم من أي جنسية. كنت إنسان لم يكن لديه علم عن الإسلام. كنت شخص لم يفهم حقا… الهدف من الحياة.

أتشرف أنا بالحصول على الفرصة لكي أخاطبكم هنا. وأريد أن أوضح أن هذه ليست محاضرة… أنا لا اعتقد انني جاهز للمحاضرة. ولكنها بمثابة نصيحة لنفسي. لأنني أري نفسي جالسا في تلك المقاعد أمامي. منذ عدة أيام او سنين او حتى منذ مدة قليلة – كنت جالسا هنا في أماكنكم، لا يهم من أي جنسية. كنت إنسان لم يكن لديه علم عن الإسلام. كنت شخص لم يفهم حقا… الهدف من الحياة.

تعد مسؤوليتي ان اطرح المواضيع التي سنناقشها اليوم – ما هو الهدف من الحياة؟ وأي ضا أن اسالكم سؤا لاُ – “ماذا تعرفون عن الإسلام؟” ما اقصده – ما الذي تعرفه حقا عن الإسلام؟ ليس ما سمعته عن الإسلام؛ ليس ما رأيته من أفعال بعض المسلمين، ولكن – ماذا تعرف عن الإسلام نفسه؟

أنا يشرفني أن احظي بهذه الفرصة، وأريد ان ابدأ بإخباركم أن كل منكم لدية مسؤولية متساوية… وتلك المسؤولية هي الاستماع والقراءة – بقلب مفتوح وعقل منفتح.

في عالم مليء بالتحيزات والظروف الثقافية من الصعب ج دا للأشخاص أن يجدوا لأنفسهم فرصة للتفكير. للتفكير عن الحياة بموضوعية، لمحاولة الوصول للحقيقة عن هذا العالم، والهدف الحقيقي من حياتنا. للأسف، عندما تسأل معظم الناس – “ما الهدف من الحياة؟” والذي هو سؤال مهم وأساسي، لن يخبروك ما استنتجوه من خلال الملاحظة او المنطق التحليلي. في معظم الحالات، سيخبرونك بالتأكيد ما عرفوه من شخص أخر… او أن يخبروك ما شاع افتراضه بين الأخرين. ما أخبرني به والدي عن الهدف من الحياة، ما أخبرني به رجل الدين في الكنسية، ما أخبرني به المدرس او الصديق.

إذا سالت شخ صا ما عن الهدف من الأكل، “لماذا نأكل؟” سيجيب معظم الناس، بطريقة أو باخري، “لكي نتغذى!” لان الغذاء يحافظ على استمرار الحياة… إذا سألت أي شخص لماذا يعمل؟ سوف يقول، هذا ضروري من أجل دعم أنفسهم وتوفير احتياجات عائلاتهم. لو سألت لماذا ننام، لماذا نغسل، لماذا نلبس، الخ. سوف تكون إجابتهم – “هذه حاجة أساسية لكل البشر.” يمكننا ان نسأل مئات الأسئلة على هذا المنوال، ونستقبل نفس الإجابة من أي شخص، بأي لغة وأي مكان في العالم. ببساطة! “لماذا عندما نسأل سؤالنا ما الهدف من الحياة؟ نستقبل إجابات مختلفة” هذا لان الناس محتارين ومرتبكين، فهم لا يعلمون حقا. يتخبطون في الظلام. وبدلا من قول، “أنا لا أعرف” يقدمون أي إجابة تمت برمجتهم لقولها.

لنفكر قليلا. هل الهدف من حياتنا على هذا الكوكب ببساطة هو الأكل والنوم واللبس واقتناء الأشياء والاستمتاع بأوقاتنا؟ هل تلك هي غايتنا؟ لماذا نولد؟ ما هو موضوع وجودنا، ما هي الحكمة من خلق الإنسان، والكون العملاق؟ فلتفكر في هذا السؤال!

قد يجادل البعض بأنه لا يوجد دليل على أي مصدر نشأة إلهي، لا يوجد دليل على وجود إله، لا يوجد دليل على ان لهذا الكون أي هدف او خطة. يوجد اشخاص يؤمنون بهذه الطريقة – ويقولون انه من الممكن ان هذا الكون ظهر صدفة. انفجار كبير، وهذا العالم العظيم بكل ما يحتويه خرج منه. ويقولون أيضا ان الحياة ليس لها أي هدف محدد ولا يوجد أي طريقة بواسطة المنطق او العلم لإثبات وجود إله او هدف او أي سبب إلهي وراء هذا العالم.

سوف اخبركم ببعض آيات القرآن التي تناقش المسألة.

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190)
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)

(سورة آل عمران)

في الَيات السابقة، يخبرنا اللّ بكل وضوح، عن طريق جذب انتباهنا الى خلق وجودنا. الأوضاع المختلفة للجسم البشري، الاتجاهات المختلفة للناس. يجذب انتباهنا الى السماء. الى الليل والنهار. الى السماء والنجوم والأبراج… ثم يخبرنا أنه لم يخلق كل هذا بدون سبب او هدف! لأنه عندما تري التصميم لكل هذا، تعلم انه تصميم قوي ودقيق ج دا. وأحيان ا أقوى وأدق مما نستطيع حسابه او تخيله – لا يمكن ان يكون هذا بدون سبب اب دا.

على سبيل المثال، لو اخذت عشر كرات صغيرة ورقمتهم من واحد الى عشرة. وكلهم مختلفين في اللون. ثم تقوم بوضعهم في حقيبة وتهز الحقيبة. وتغلق عينيك، وتمد يدك الى داخل الحقيبة واخبرك، “اخرج الكرة رقم واحد” ثم بعدها “اخرج الكرة رقم اثنين”. ثم الكرة رقم ثلاثة وهكذا بالترتيب. ماهي فرص نجاحك في سحب هذه الكور بالترتيب؟ هل تعلم ما هي فرصتك؟ واحد الى ستة وعشرين مليون! ا ذا ماذا تعتقد فرصة تكون السماء والأرض من الانفجار الكبير بالصدفة؟ ما هي فرصة حدوث ذلك؟

ضيوفي الأعزاء – يجب أن نسأل أنفسنا سؤال أخر… عندما ترى جسرا، مبني، او سيارة – فإنك في الحال تفكر في الشخص او الشركة التي صنعتها. عندما ترى طيارة، صاروخ، قمر صناعي، او سفينة كبيرة – تفكر في كم الإبهار في تلك الَلة. عندما تري محطة نووية، محطة فضاء طافية، مطار دولي مجهز بكل شيء، وأيضا لو تضع في اعتبارك البنيات التي توجد هنا في هذه الدولة – لابد أن تعجب وتنبهر بالديناميكا التي جعلت كل هذا ممكن ا.

حتى الَن، تلك أشياء صنعت بواسطة الإنسان. ماذا عن جسم الإنسان ونظام تحكمه الضخم والمعقد؟ فكر في ذلك! فكر في الدماغ – كيف يستطيع التفكير، كيف يؤدي وظائفه، كيف يحلل ويخزن المعلومات ثم يستعيدها، يميز ويقسم المعلومات في جزء من مليون من الثانية. العقل يقوم بكل هذا باستمرار. فلتفكر في الدماغ للحظة. هذا هو الدماغ الذي صنع السيارة، الصاروخ، السفينة، القارب، الخ. فكر في الدماغ ومن فام بعملة. فكر في القلب، كيف يقوم بضخ الدم باستمرار لمده 60 او 70 سنة – من أخذ وتوزيع الدم في كل انحاء الجسد. والمحافظة على دقة ثابتة طول عمر الشخص. فكر في ذلك! تأمل في الكلية – ما نوع الوظيفة التي تؤديها؟ أداة التنقية في الجسم، والتي تقوم بعمل مئات من التحاليل الكيميائية في نفس الوقت كما انه يتحكم في كمية السموم في الدم. فكر في عينيك – الكاميرا البشرية التي تضبط التركيز، وتترجم وتقدر وتطبق اللون بشكل ألي. فكر في ذلك – من خلق كل هذا؟ من ضبط كل هذا؟ من خطط لك هذا؟ ومن ينظم هذا؟ هل خلق البشر – أنفسهم؟ لا… بالطبع لا.

ماذا عن هذا الكون؟ فكر في ذلك. كوكب الأرض هو أحد الكواكب في نظامنا الشمسي. ونظامنا الشمسي هو أحد الأنظمة في مجرة درب التبانة. ومجربة درب التبانة نفسها واحدة من المجرات التي يوجد الملايين منها. فكر في ذلك. وكلهم في نظام ودقة عالية. لا يصطدمون ببعضهم البعض؛ لا يتنازعون فيما بينهم. ولكن يسبحون كل منهم في مدارة الذي صمم له. هل قام البشر بصنع ذلك النظام؟ هل البشر هم من يحافظون على هذا النظام؟ لا، بالطبع لا يفعلون.

فكر في المحيطات، وفي الأسماك، الحشرات، الطيور، البكتريا، العناصر الكيميائية التي لم تكتشف ولا يمكن اكتشفها حتى بأدق الأجهزة. ومع ذلك، فلكل من هذه الأشياء قانون يتبعه. فهل كل هذا التزامن، والتوازن، والتناسق والتنوع والتصميم والمحافظة والعمليات والأرقام التي لا تنتهي – قد نشأ عن طريق الصدفة؟ وأيضا هل كل تلك الأشياء تعمل بدوام وكمال بالصدفة؟ وهل يستمروا في تكوين أنفسهم والمحافظة على أنفسهم بالصدفة؟ لا… بالطبع لا.

الاعتقاد في ذلك ي عد غير منطقي وحماقة. على الأقل هذا يشير الي انه كيفما ظهر كل هذا، فهو بالكامل خارج عن إرادة البشر. نحن كلنا نتفق على ذلك. الكائن الذي يستحق المدح والتقدير هو القوة الكبيرة – الإله. اللّ خلق كل هذا، وهو مسؤول عن المحافظة على كل هذا. لذلك، اللّ هو الوحيد الذي يستحق المدح والتقدير.

لو أعطيت كل منكم 100 دولار، بدون سبب، فقط لكي تحضروا الى هنا. فعلى الأقل ستقولون، “شكرا لك”. ومع ذلك، عينيك، كليتك، عقلك، حياتك، أطفالك؟ ماذا عن كل هذا؟ من أعطاك كل هذا؟ ألا يستحق المدح والشكر؟ ألا يستحق عبادتكم وتقديركم؟ إخواني وأخواتي. هذا باختصار هو الهدف من الحياة.

يقول اللّ في القرآن:

وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)

(سورة الذاريات)

هذا ما أخبرنا بالله اللّ تعالي. إذا هدفنا في الحياة هو معرفة الخالق وان نكون شاكرين له. أن نعبد الخالق وان نسلم أنفسنا للخالق، نطيع القوانين التي وضعها لنا. باختصار، هذا يعني العبادة. هذا هو هدفنا في الحياة. وكل ما نفعله خلال هذه العبادة – من أكل وشرب ولبس وعمل والمتعة بين الحياة والموت – كل هذا يعتبر فرعيات. لقد خلقنا للعبادة – هذا هو الهدف من الحياة. انا أؤمن بأنه أي شخص علمي وتحليلي سوف يتفق معي. ربما يكون لديهم أهداف اخري داخلهم، ولكن هذا شيء بينهم وبين الّ تعالى.

والَن في الجزء الثاني من موضوعنا. ماذا تعرف عن الإسلام؟ ليس ما سمعت عن الإسلام. ليس ما رأيت من أفعال المسلمين، لأنه هناك فرق بين الإسلام والمسلمين. بالضبط كما ان هناك فرق بين الأب وابنه. الرجل الذي لديه أطفال – يعتبر والدا، ولكن كون الشخص أبا يعني المسؤولية. لو ان الشخص لم يقضي هذه المسئوليات فهو ليس بالضرورة أب جيد. الإسلام هو قواعد وأوامر. اذا لم ينفذ المسلم تلك القواعد، فهو لا يعتبر مسلما جيدا. لذلك لا يمكنك مقارنة الإسلام بالمسلمين.

نحن نسمع المصطلحات “الإسلام” و “المسلمين” بشكل متكرر. ونحن نقرا عن الإسلام والمسلمين في المجلات والكتب الجامعية. نحن نسمع ونري كثير من المعلومات الغير دقيقة والمضللة من وسائل الإعلام. ويجب ان اعترف بأن بعض تلك المفاهيم والمعلومات الخاطئة كانت من المسلمين أنفسهم. ومع ذلك واحد من كل خمسة اشخاص في هذا العالم من وسط 5 بلاين شخص هو مسلم. واحد من كل خمسة اشخاص في هذا العالم، مسلم. هذه إحصائية يمكن التحقق منها في الموسوعة، التقويم أو أي مصدر أخر تريده. كيف بتلك النسبة للمسلمين في العالم ونحن لا نعرف شيئا عن الإسلام؟ الحقائق عن الإسلام. إذا اخبرتكم انه واحد من أصل 5 اشخاص في العالم صيني، وهذه حقيقة – فبذلك يوجد 1 بليون صيني في العالم. فعندها نحن نعلم العوالم الجغرافية، الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، الفلسفية، والتاريخية عن الصين والصينين! فكيف لا نعرف شيئا عن الإسلام؟

ما الذي يربط أشخاص عديدون من مختلف الأمم في العالم في أخوية متناسقة؟ ما الذي يجعل اخ او اخت في اليمن، اخوتي أيضا، بينما انا من أمريكا. وما يجعل هذا الشخص من إريتريا اخي او اختي. ويجعل شخص أخر من اندونيسيا اخي. ومن إفريقيا اخي. وواحد من تايلاند اخي. ومن إيطاليا، ومن اليونان وبولندا واستريا وكولومبيا وبوليفيا وكوستا ريكا، والصين واسبانيا وروسيا، الخ. ما الذي يجعلهم اخوتي واخواتي؟! نحن بثقافات مختلفة وخلفيات نفسية مختلفة! ما الذي في الإسلام يجعله تلقائيا يضمنا معا كأخوة؟ ما هي الصفات الدقيقة لهذا الفهم الخاطئ عن طريقة الحياة المتبعة من جزء كبير من البشرية؟

سأحاول أن امدكم ببعض الحقائق. ولكن بالإضافة لذلك، كما اخبرتكم سابقا، يجب عليكم ان تكونوا منفتحين القلب والعقل – لأنه عندما اقلب الكوب ويسقط الماء منه فانا عندها لن أستطيع الحصول على كوب من الماء. لابد من للكوب من ان يكون معدولا. الحقائق وحدها لن تقود للفهم ولكن خليط من التسامح والطموح والقدرة على التقدير وقبول الحقيقة عندما تسمعها.

الكلمة “إسلام” تعني الاستسلام والخضوع والطاعة. الخضوع والطاعة لله تعالى. يمكنك أن تقول الّ. او تقول الخالق. ان تقول الأعلى، العظيم، الحكيم فكل هذه هي أسماءه.

يستخدم المسلمون الكلمة العربية الّ للتعبير عن الإله، حيث انه لا يوجد أي تعبير اخر. لا يمكن استخدام الكلمة في أي شيء مخلوق. لكن الأسماء الأخرى لله تعالى يمكن ان تستخدم بواسطة المخلوقات. مثلا، “الدولار العظيم”، “انا أحب زوجتي، هي الأعلى” او نقول “هو الأعظم” الخ. ولكن كلمة “الّ” تطلق على الذي خلق كل هذا الذي وصفناه سابق ا. لذلك من هذا المنطلق سأستخدم كلمة “الّ” وستعلمون أنتم ما أعنى بها.

كلمة “إسلام” تأتي من كلمة “سلام” – والتي تعني السلام والهدوء. لذلك فالمسلم هو الشخص الذي يستسلم، ويستجب ويطيع قوانين اللّ تعالي.

ومن خلال هذا الخضوع يحصلون على السلام والأمن لأنفسهم. يمكننا ملاحظة انه من خلال هذا التعريف، الكلمة العربية “اسلام” تصف نفس أخلاق وتصرفات كل الأنبياء المعروفين ورسل الّ تعالى… كلهم مثل، آدم، نوح، إبراهيم، موسي، داوود، سليمان، إسحاق، إسماعيل، يعقوب، يوحنا المعمدان ، عيسى بن مريم، ومحمد )صلى اللّ عليه وسلم(. كل هؤلاء الرجال، الأنبياء والرسل قد جاءوا من الّ تعالى بنفس الرسالة، بنفس سلسلة الإرسال، ولم يقولوا سوى شيئا واحد – اطيعوا الّ! واعبدوا الّ وحققوا الهدف من الحياة، وافعلوا الخير فالله سوف يكافئكم عنها في حياة أخرى. هذا كل ما قالوه! لا تجعلها أكثر من ذلك! هذا كل ما أخبرونا به، بعيدا عن أي لغة او وقت او من أرسلوا اليه – هذا كل ما أخبروه.

لو قرأت الكتب المقدسة بحرص، بدون تفسيراتك او إضافات شخص اخر او تحريف – سوف تجد ان هذه كان الرسالة البسيطة لكل هؤلاء الرسل الذين دلوا على بعضهم البعض. لم يقول أي من هؤلاء الأنبياء ابدا، “انا إله – اعبدوني”. لن تجد ذلك في أي من الكتب المقدسة التي تمتلكها – لا الإنجيل ولا التوراة ولا العهد الجديد، ليس في كتب داوود – لن تجد أي من ذلك في أي كتاب. لا يمكن ان تجدها في خطاب أي رسول. ارجع اليوم الى بيتك، وتصفح الإنجيل وانا اضمن لك – أنك لن تجد مثل هذه الأشياء أبدا.

يمكننا ببساطة رؤية ذلك بواسطة هذا التعريف، الكلمة العربية اسلام تصف كل ما فعله الأنبياء. لقد اتي جميعهم واسلموا لله؛ واستسلموا لله؛ قاموا بدعوة الناس لله؛ واستمروا في سؤال الناس ودعوتهم لفعل الخير. الوصايا العشر لموسى – ماذا كان ذلك؟ خطبة إبراهيم – ماذا كانت؟ زبر داوود – ماذا كان ذلك؟ أمثال سليمان – ماذا أخبرنا؟ انجيل عيسى بن مريم – ماذا قال! يوحنا المعمدان ماذا قال إسماعيل واسحاق ماذا قال محمد؟ كل هذا كافي.

وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)

(سورة البينة)

هذا ما قاله اللّ. ولما يطلب منهم سوي عبادة اللّ، وان يكونوا مخلصين لله.

وكان هذا هو الصراط المستقيم، وتلك هي الرسالة الأصلية. وبالمثل، فهنا يمكننا اعتبار الرسوليين والنبيين كمسلمين، لان هذا ما يعنيه كونك مسلما! لا تفكر كثيرا في المصطلحات العربية، لا تهتم كيف نقوم بتسميتهم – لا تفكر في مكة او السعودية او مصر. لا! فلتفكر عن معني كلمة مسلم. هو الذي يستسلم لله ويطيع قوانينه. في تلك الحالة مباشرة او جدليا – كل شيء يسلم لقوانين اللّ تعالي هو مسلم.

لذلك عندما يخرج الطفل من رحم امه في الوقت الذي حدده اللّ له – ماذا يعتبر؟ هو مسلم. عندما تدور الشمس حول مدارها – ماذا تعتبر! مسلمة. عندما يدور القمر – ماذا يسمي! مسلم. قانون الجاذبية – ما هو! قانون اسلامي. كل شيء يخضع للها تعالى هو مسلم! لذلك عندما نطيع الّ بكل ارادتنا نحن نعتبر مسلمين. المسيح عيسى بن مريم كان مسلما. وأمه الطاهرة كانت مسلمة. إبراهيم كان مسلما. موسي كان مسلما. كل الأنبياء كانوا مسلمين! ولكنهم ذهبوا الى شعوبهم وتكلموا بلغات مختلفة. النبي محمد )صلى الّ عليه وسلم( قد تكلم باللغة العربية. وفي اللغة العربية يعتبر الشخص المسلم والخاضع لله مسلم. كل رسول ونبي قد ارسله اللّ جاء بنفس الرسالة الأساسية – اعبدوا الّ وكونوا له مخلصين. بينما نفحص الرسالة التي أتي بها الرسل المشهورين، يوف نستنج تلك الحقيقة بسهولة.

أينما يوجد النزاع، فهو نتيجة الادعاءات الكاذبة، الافتراءات والمبالغات، التأويلات الشخصية للكتاب المزعومين والمؤرخين والباحثون، والأفراد. فمثلا، دعوني أشير الي نقطة قد تكونوا نظرتم لها. وكمسيحي قد تطرقت الي تلك المسالة من قبل ان أصبح مسلما… ولم أستطيع ان افهمها. كيف يتم الإشارة الى اللّ في العهد القديم كالواحد الأحد وملك الكون. وفي الأمر الأول لموسى، هو لم يسمح لأحد بعبادة أي صورة او تخيل له؛ او الركوع لأي شيء في السماوات او الأرض او البحر – فهو لن يسمح بذلك ابدا. أخبر كل الأنبياء انه هناك إله واحد فقط. وفي العهد القديم يتم تكرار هذا كثيرا. ثم فجأة نجد أنفسنا اما أربع عهود – أربع اناجيل تدعى ماثيو، مارك، لوك، وجون. ماثيو من؟ مارك من؟ جون من؟ لوك من؟ أربع اناجيل تمت كتابة كل منها بعد 84 سنه من الأخر. ولم يتعاون أي من هؤلاء مع بعضهم البعض ابدا، ولا أي منهم كتب اسمه الأخير. لو اعطيتك شيك في اخر الشهر وكتبت اسمي الأول فقط واخبرتك ان تذهب الي البنك – فهل سوف تقبل بذلك؟ لا، بالطبع لن تقبل… لو قام ضابط شرطة بسؤالك عن هويتك او جواز سفرك، وانت فقط لديك اسمك الأول فهل سيعتبر هذا كافيا له؟ هل يمكن الحصول على جواز سفر باسمك الأول فقط؟ هل اعطاك ابوك او أمك اسم واحد فقط. فاين في تاريخ البشرية يتم اعتبار اسم واحد كتوثيق، أين! لا يوجد! الا في العهد الجديد.

وكيف اذن تبني ايمانك على أربع اناجيل كتبت بواسطة أربع اشخاص لم يبدو انهم كانوا يعرفون أسمائهم الأخيرة؟ وبعد الأربع اناجيل هذه، تجد 15 كتاب اخر تمت كتابتهم بواسطة شخص مرتد، قتل وعذب المسيحيون وقال انه رأى المسيح في المنام. وقد كلفه ليكون رسوله. لو أني اخبرتكم ان هتلر، بعدما قتل كل هؤلاء اليهود، قرر انه يريد ان يتم إنقاذه. وانه قد رأي موسي وعيسى في المنام وقرر بعد ذلك ان يصبح يهوديا. ثم قام بكتابة 15 كتاب واضافهم للتوراة – فهل سيعد هذا مقبول بالنسبة لليهود؟ بالطبع لا. فكيب بأربع كتب من أشخاص بدون اسم أخير، و 15 كتاب اخرين كتبوا بواسطة شخص اخر – وتلك هي المرة الأولى التي سمي فيها الإله بانه انسان، وأول مرة يسمي الإله بانه ثلاثة، وأول مرة يعطي الإله ابنا – كيف ان هذا مقبولا للمسحيين؟ كيف؟ فكر في ذلك! نحن لن نتناقش في تلك النقطة. سوف اعطيكم شئيا لتفكروا به.

مجيء الرسول محمد )صلى اللّ عليه وسلم( لم يأتي بدين جديد او طريقة للحياة كما يدعي بعض الناس. بل على العكس، الرسول قد أكد على الرسالة وطريقة الحياة التي كانت عند الرسل من قبله. بواسطة كلاهما كلامه الشخصي والوحي الذي يأتيه من الّ. النص المقدس والذي استلمه الرسول محمد هو القرآن. ونحن نقول اسلتم لان الرسول محمد لم يكتب القرآن. ولم يؤلف القران. ولم يأتي حد ليساعده في كتابة القرآن. ولم يتعاون أحد معه في ذلك. الملاك جبريل هو من أوصل الكلمات له! وجعل الّ قلبه مستقبلا لها. لقد كان قلب الرسول محمد )صلى الّ عليه وسلم( مستقبلا للوحي ولقد استلمنا هذا القرآن بعد سنين عديدة بدول أي تغير. فهل هناك أي كتاب اخر في هذا العالم تم حفظة بدون أي تغير؟ ولا واحد… سوي القرآن فقط.

لا تأخذ كلامي فقط! فلتذهب الى المكتبة وتقرا ماذا تقول الموسوعة البريطانية، او الموسوعة العالمية، او الموسوعة الأمريكية او أي موسوعة أخري في العالم لم تكتب بواسطة المسلمين. فلتقرا ماذا تقول عن الإسلام، القرآن وعن محمد. فعندها سوف تري ان ما أقوله مسجل وواضح عالميا! أن الرسول محمد هو أكثر شخص عمقا في تاريخ البشرية. فلتقرأ ماذا يقولون. ان القران أكثر وأعظم، قطعة أدبية في تاريخ العالم! فلتقرأ ماذا يقولون. بان طريقة الحياة الإسلامية مقسمة ودقيقة وحركية! … ولم تتغير أبدا.

النص المقدس الذي استلمه الرسول محمد )صلى الّ عليه وسلم( يسمي “القرآن”. وكل الأنبياء والرسل من قبل قد استلموا نصوصا أيضا. في القرآن، هؤلاء الرسل ونصوصهم، وقصصهم، وأساس مهمتهم قد تم ذكره بتفصيل كبير. فهل قابلهم الرسول محمد، تكلم معهم، اكل معهم وتعامون معهم لكي يكتب سيرهم الذاتية؟ بالطبع لا. في القرآن يتم الإشارة الى محمد بانه رسول اللّ تعالى وخاتم الأنبياء – وهذا هو حدود دورة كانسان.

مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)

(سورة الأحزاب)

لا يقوم المسلمون بعبادة محمد، فنحن لسنا محمديين. وليس لدينا الحق في تغير اسم نبينا محمد او ان نول اننا محمديين. لا، فالناس التي تبعت موسي لمك يكونا موسويين. والذي تبعوا يعقوب لم يكونوا يعقوبين، والذين تبعوا إبراهيم لم يكونوا إبراهيميين. ولا من تبعوا داوود كانوا داووديين… لا، لا، لا اذن لماذا يلقب الناس أنفسهم مسيحيون؟

المسيح عيسى قال ان ما استلمه من الّ، كان كلمة الّ، وما سمعه هو ما قاله! هذا ما فعله! فكيف يلقب الناس أنفسهم مسيحيون؟ يجب ان نكون مثل المسيح وكيف كان المسيح؟ كان خادما لله تعالى؛ اذن يجب علينا ان نكون خادمين لله تعالى، فقط!

باعتباره النص والوحي الإلهي الأخير، يكون القرآن رسالة واضحة وجلية جدا.

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا. (3)

(المائدة)

لذلك خلال القرآن، أتت كلمة اسلام. لأنه عند اكتمال البناء. يمكن ان تقول عليها منزل. وعندما تكون السيارة في مرحلة التصنيع، لا يمكنك ان تقول عليها سيارة – فهي مازالت تصنع! لكن عندما تكتمل، يمكن اختبارها وقيادتها، إذن هي سيارة. وعندما اكتمل الإسلام كوحي، ككتاب، كمثال من خلال الرسول محمد، عندها أصبح اسلام. أصبح طريقة حياة كاملة.

لذلك كانت الكلمة هي الجديد وليست الممارسة، وليس النبي، وليس الأمر من الّ، وليس الإله، وليس الوحي، ولكن الاسم فقط، إسلام. وكما اخبرتكم مسبقا، كيف كان كل الأنبياء السابقين؟ كانوا جميعهم مسلمين. وشيء اخر يجب اعتباره وهو ان الرسول محمد، على عكس كل من سبقوه – لم يأتي للعرب فقط او لشعبه فقط. لا، فالإسلام ليس دين العرب فقط. على الرغم من ان النبي محمد بن عبد الّ ولد في مكة، مدينة عربية وكان عربيا بالمولد. فهو لم يأتي بالإسلام للعرب فقط. لقد أحضر الإسلام لكل العالم.

على الرغم من أن القرآن أتي باللغة العربية، فانه لم يدعي أبدا ان الإسلام اتي للعرب فقط،

ولذلك تم تتويج الرسول محمد كأخر الرسل والأنبياء ممن سبقوه. معظم البشر – ببساطة لا يعرفون تلك المعلومة. وبما أنني اذكر لكم من القرآن لكي أثبت كلامي، سوف اعطيكم معلومات عن القرآن نفسه. أولا، القرآن يلقب نفسه بانه وحي إلهي. بان الّ هو من انزله على الرسول محمد (صلى الّ عليه وسلم).

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ. (107)

(الأنبياء)

وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)

(النجم)

محمد لا يتكلم عن نفسه او أفكاره او طموحاته، ولا عن شعوره واحساسه. ولكن هذا وحي أتي له! هذا هو كلام اللّ. لذلك، انا مقتنع بأصالة القران، انا يجب ان اثبت – أولا، انه من المستحيل على الرسول ان يكتب مثل هذا الكتاب. وثانيا، انه يصعب على أي انسان اخر ان يقوم بعمل مقل هذا الكتاب.

ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13)

(المؤمنون)

اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (2)

(العلق)

كيف عرف الرسول محمد ان الجنين يبدأ كعلقة متشبثة في جدار الرحم عند الام؟ هل كان لدية تلسكوب او منظار؟ هل كان لديه رؤية عن طريق اشعة اكس؟ كيف وصلته تلك المعلومة، بينما تم اكتشافها فقط منذ 47 سنة مضت.

وبالمثل، كيف عرف ان المحيطات تحتوي على حواجز بينهم لفصل الماء المالح عن الماء العذب؟

وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا (53)

(الفرقان)

كيف تمكن من معرفة هذا؟

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33)

(الأنبياء)

كيف عرف ان الشمس والقمر والكواكب كلها تسبح في مدارات صممت لها؟ كيف له ان يعرف ذلك؟ ويستمر هذا مرارا وتكرارا. كيف عرف ذلك؟ هذه الأشياء اكتشفت منذ 30 او 50 سنة فقط. التكنولوجيا والعلم والتعقيدات التي نراها الأني تم اكتشافها منذ فترة صغيرة. فطيف عرف محمد كل هذ، وهو يعيش منذ أكثر من 1500 سنة في الماضي – راعي غنم غير متعلم تربي في الصحراء، لا يعرف كيف يقرأ او يكتب فكيف له ان يعرف شيئا كهذا؟ كيف ينتج مثل هذا الشيء؟ وكيف لأي شخص يعيش معه او قبله او بعده ان يعرف مثل هذا تم اكتشافه مؤخرا. هذا مستحيل! كيف برجل لم يغادر الجزيرة العربية، رجل لم ركب سفينة ابدا، وعاش منذ أكثر من 1500 سنة – يقدم اوصاف مدهشة جدا وواضحة تم اكتشافها منذ نص القرن العشرين.

وان لم يكن هذا كافيا فدعني اذكر ان القران لدية 140 فصل وأكثر من 6 الاف اية. وكان هناك المئات من الناس في عصر الرسول محمد قد حفظوا الكتاب كاملا فكيف حدث ذلك. هل كان عبقريا؟ هل قام أي حد بحفظ الإنجيل – أي منهم؟ هل حفظ أي شخص التوراة، العهد القديم او الجديد؟ لم يقوم أحد بذلك حتى البابا نفسه.

ولكن هناك الملاين من المسلمين خول العالم اليوم، يحفظون القرآن كاملا. هذا هو طموح كل مسلم. ليس بعض – ولكن كل! كم عدد المسيحين الذين قابلتهم في حياتك قد حفظوا الإنجيل كله، انت أصلا لم تقابل أي مسيحي يعرف كل ما هو موجود في الكتاب المقدس. لماذا كل هذا؟ لان المسحيين أنفسهم لديهم أكثر من 700 طائفة، وهناك تقريبا 39 نسخة مختلفة من الإنجيل. عدد مختلف من الأقسام والَيات. وهم لا يتفقون في هذا. فكيف لهم ان يحفظوا ما لا يمكنهم الاتفاق عليه.

تلك فقط بعض الحقائق عن القرآن. القران الذي تم حفظة بدون أدني تغير من أي نوع لمدة أكثر من 15 قرن. وانا لا أتكلم بطريقة الإدانة. انا شخص كنت يوما مسيحيا. شخص قد وجد كل هذا بالبحث وحدي. شخص يقوم الَن بمشاركة ما وجده معكم. يزيل لكم بعض الأحجار لكي تنظروا تحتها. ويترك الخيار لكم!

فكر في ان كل هذا صحيحا. فهل ستتفق على ان هذا الكتاب اصيل؟ ومميز على الأقل؟ فهل ستكون صادقا حتى تعترف بذلك؟ بالطبع ستفعل لو كنت صادقا. وانت صادقا. في نفسك، لابد ان تصل الى هذه النتيجة. الأشخاص مثل بينجامين فرانكلين، توماس جيفرسون، نابليون بونابارت وونستون تشرشل والكثير منهم. أتوا الى نفس النتيجة. سواء قبلوا بالإسلام ظاهريا ام لا. أتوا لتلك النتيجة – انه لا يوجد أي ادب في العالم اصيل مثل القرآن، مصدر للحكمة والشفاء والتوجيه.

عندما تغادر هنا فإنك تذهب الى مكان اخر؛ انا لا أعنى الليلة. ولكن عندما تموت وتغادر الأرض، فانت تذهب الى مكان آخر. سواء قبلت بذلك ام لم تعلم عن ذلك؛ فانت ذاهب الي هناك، وانت مسؤول لأنك قمت بمعرفة ذلك حتى لو رفضت. لان هدف الحياة ليس ان تجلس هنا وبعدها لا تفعل شيئا ولا يكون له تأثير. كل سبب له تأثير! وانت تأتي في الحياة لسبب وهدف ما. فلابد ان يكون لك تأثير! ويكون لدى ذلك تغير معين! انت لا تذهب للمدرسة لكي تبقي هناك فقط! انت لا تذهب للعمل لكيلا تقبض المال! انت لا تبني منزلا ولا تعيش فيه! انت لا تفصل بدلة ولا تلبسها! انت لا تكبر وانت طفل ثم لا تصبح بالغا! انت لا تعمل بدون ان تنتظر مكافئة! لا يمكنك الحياة بدون انتظار الموت! لا يمكنك الموت بدون توقع القبر! لا يمكنك اعتقاد ان القبر هو النهاية! لان هذا سيعني ان اللّ خلقنا عبثا. وانت لا تذهب للمدرسة ولا العمل ولا تفعل أي شيء ولا تختار زوجة ولا اسم لأولادك مجرد عبثا. فكيف تصف الّ بشيء اقل مما نفعله نحن!

في محاولة لتصوير وإقناع المؤسسات والعقول بالمنطق، يمر القرآن في طريق طوير يمتد الي المحيطات والأنهار والأشجار والنباتات والطيور والحشرات، الأليف والبري، الجبال والأودية، توسع السماوات، الأجرام السماوية والكون، الأسماك والحياة المائية، تشريح الإنسان والأحياء والحضارة البشرية، والتاريخ، وصف الجنة والنار، وتطور الإنسان من الجنين، ومهمة كل الرسل والأنبياء والهدف من الحياة على كوكب الأرض. وكيف استطاع فتي راعي غنم في الصحراء والذي تربي أمي لا يقرا ولا يكتب – من ان يتعرف على كل هذه الأشياء.

والمنظور الأكثر تميزا من القرآن يقوم بتأكيد كل ما سبق ذكره في الكتب السابقة. وبعد فحص الدين الإسلامي، يجب عليك ان تقرر ان تكون مسلما! ولا تعتقد أنك تغير دينك! فانت لا تعتبر تغير دينك… فانت عندما تخسر بعض الوزن فانت لا ترمي بدلتك التي تساوي 500 دولار – بالطبع لن تفعل! ولكنك ستأخذها الى خياط، وتطلب منه تضيقها قليلا لتتناسب مع مقاسك. تقوم ببعض التغييرات لأنك تحب تلك البدلة. وبالمثل مع ايمانك، وشرفك وفضيلتك وحبك لعيسى المسيح واتصالك بالله وعبادتك وصدقك واخلاصك لله تعالى – فانت لا تغير كل هذا وترميه بعيدا! لكن انت تتمسك به! في الوقت الي تقوم فيه ببعض التغييرات حيث تعلم ان الحقيقة قد ظهرت اليك!

الإسلام بسيط: ان تشهد ان لا إله الا الّ. إذا طلبت منكم ان تشهدوا ان ابوكم هو ابوكم – كم منك سيشهد بذلك ويقول نعم والدي هو والدي. ابني هو ابني، زوجتي هي زوجتي، انا هو انا. فكيف تترد بان تشهد ان الّ هو الواحد الأحد. وان الّ هو خالقك ومولاك؟ لماذا انت متكبر على فعل ذلك؟ هل تتعظم على ذلك؟ هل لديك شيء لا يملكه الّ؟ لكن هل انت مرتبك؟ هذا هو السؤال الذي يجب ان تسأله لنفسك.

إذا حظيت بالفرصة لتسوية الأمور مع ضميرك، وتضع الأمور باستقامة مع اللّ، فهل ستفعل ذلك؟ إذا حظيت بالفرصة لكي تسال الّ ان يقبل أفضل اعمالك، فهل ستفعل ذلك؟ ان جاءت لك الفرصة لفعل ذلك قبل ان تموت وانت اعتقدت أنك ستموت الليلة فهل ستتردد ان تشهد ان اللّ هو الإله الوحيد؟ إذا توقعت أنك ستموت اليوم وامامك جنة وخلفك نار فهل ستتردد في ان تشهد ان محمدا رسول اللّ واخر الأنبياء؟ فانت لن تتردد ان تكون ممن يكتبوا عند الّ مسلمين خاضعين.

ولكن انت تعتقد أنك ستعيش أكثر. وبالطبع انت لست جاهزا للصلاة كل يوم! وهذا لأنك تعتقد أنك ستعيش لفترة أطول. ولكن كم ستطول تلك الفترة؟ منذ متي كنت تمتلك رأس مليء بالشعر؟ منذ متي كان شعرك أسمر؟ انت لديك الام في الركب والمرافق وأماكن اخري! منذ متي كنت طفلا صغيرا تجري وتلعب بدون أي عناء؟ منذ متي كان ذلك؟ كأنه البارحة! نعم. وانت سوف تموت غدا فاذا كم تريد ان تنتظر؟

الإسلام هو ان تشهد ان اللّ تعالي هو الوحيد الذي لا شريك له. الإسلام هو ان تعترف بوجود الملائكة الذي أرسلوا لكي يوصلوا الوحي الى الأنبياء. ومعهم رسالة الّ التي يبعثوا بها الى الأنبياء. يتحكمون في الرياح والجبال والمحيطات ويأخذوا أرواح هؤلاء الذين امر الّ بموتهم. الإسلام هو ان تعترف بان كل الأنبياء والرسل الذي بعثهم الّ كانوا صادقين. وانهم كلهم قد أرسلوا من قبل الّ تعالى، مؤمنين بانه هناك يوم حساب لكل المخلوقات. الإسلام هو ان تعترف بان كل الخير والشر قد تم حسابة من الّ تعالى. وأخيرا، الإسلام هو ان تعترف بانه يوجد بعث من جديد بعد الموت.

الإسلام كبيت كبير، وكل بيت يجب ان يبني عن طريق قواعد وعواميد لتدعم المنزل. العواميد والقواعد. وانت يجب ان تبني المنزل بقواعد. العواميد هي قوانينك! وعندما تبني منزلك، يجب ان تتبع القواعد.

الواجبات الأساسية في الإسلام هي بسيطة ويمكن تجميعها في 5 قواعد وتسمي أعمدة الإسلام الخمسة: الإيمان، العبادة، الصوم والزكاة والحج.

واهم قاعدة في الإسلام هي الالتزام بالتوحيد. وعدم قبول أي شريك لله تعالى. وان لا تعبد الا اللّ. والمؤمن يعبد اللّ مباشرة بدون أي وسيط بينهم. ولا تقول على اللّ ما لا تملك الحق في قوله. لا تقول لديه أب او ابن او ابنه او ام او عمة او مجموعة مقربة منه. لا تقول على الّ ما لا تملك الحق في قوله. عندما تشهد انت تحكم على نفسك. فإنك تحكم على نفسك اما بالجنة والسلام او بالنار والارتباك والتعب والعقاب. انت تحكم على نفسك.

فلتسال نفسك، هل اشهد ان اللّ هو الإله الوحيد؟ عندما تسال نفسك هذا السؤال يجب انت تجيب، نعم انا اشهد. ثم تسال نفسك السؤال الثاني هل اشهد ان محمدا رسول الّ؟ وتقول نعم اشهد. فاذا شهدت بذلك فانت مسلم. لا تحتاج لتغير من انت. ولكن تغير ما كنت تفكر به وتمارسه.

أخيرا، انا أسألك سؤال صريح ومباشر: هل فهمت ما اخبرتك به؟ لو أنك اتفقت مع ما قلته وانت مستعد لدخول الإسلام، وكنت جاهزا لتكون مسلما. لابد لك أولا من اعلان الشهادة؛ وهي ان تشهد بوحدانية اللّ وقبول محمد كرسوله.

لا إله إلا اله محمد رسول اله.
أنا أشهد أن لا إله إلا الّ

وأشهد أن محمدا رسول اللّ

الرجاء مشاهدة الفيديو للنطق الصحيح!

فليكرمنا اللّ وليهدينا الّ. اود ان أخبر كل غير المسلمين الذين يقرأون هذا المنشور – كن صادقا مع نفسك. وفكر ماذا يجب أن تقرأ. فلتفهم تلك المعلومات جيدا. واجلس مع شخص مسلم ودعهم يفسرون لك بشكل أوسع جمال الإسلام. فلتأخذ الخطة التالية!

عندما تصبح جاهزا لكي تكون مسلما، اغتسل قبل ان تصبح مسلما. اقبل الإسلام واعرف عن الإسلام ومارس الإسلام. واستمتع بما يعطيك الّ من مكافئات. لأن الإيمان ليس شيء يمكنك استغلاله. فان لم تمارسه، سوف تخسره كالعطر في الهواء. فليهدينا اللّ ويساعدنا. وانا اشكركم على استماعكم الي.

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الهِ وَبَرَكَاتُهُ.

إذا كنت تريد أن تصبح مسلم أو تحتاج إلى مزيد من المعلومات حول الإسلام، يرجى مراسلتنا الساعة info@islamicbulletin.org.


عرض / طباعة هذه المادة في كتاب التقليب

كيف تصبح مسلما فيديو